منذ 17 يوليو 2024م تم الاعتداء على معسكر كومر أولالا واستهداف القوى الشرطية الفدرالية الاثيوبية المكلفة بحراسة المعسكري وهم حوالي فصيلة مكونة من 37 فرد ضباط وصف ضباط، تم قتل 9 إصابة عدد كبير وأسر جزء منهم، وقد تمت إصابة طفل في لحظتها وكسر يده من أطفال اللاجئين الفارين من جحيم الحرب في السودا، وقد قام اللاجئون السودانيين بإسعاف مصابي الشرطة والقيام بما يلزم تجاههم من مواردهم الشحيحة ولم يبخلوا عليهم بالدواء والتطبيب.
معلوم أن المعسكر يضم أعداد كبيرة من السودانيين والإرتريين والجنوبيين، وقد قام اللاجؤون بعد تلك الحادثة المفجعة بتجميع الجثامين إلى أن تم إجلاؤها بواسطة الجيش الإثيوبي، ورغم فجاعة الحادثة إلا أن التعاطي الأممي معها ظل دون المستوى وكذلك تعاطي الحكومة الاثيوبية التي تصر على تحويل الللاجئين ونقلهم إلى منطقة جبلية وعرة منعدمة سبل الوصول وتقع في مناطق التمرد
فقط يحمد للشرطة الفدرالية الأثيوبية أنها لم تبادل المتمردين إطلاق النار لأن المجموعة المتمردة تمركزت وسط اللاجئين واتخذتهم درع بشري وأطلقت النار على الشرطة من داخل الخيام، ولولا ذلك لكانت حصيلة الضحايا من المدنيين بالمئات، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها هذه الجماعات المتمردة بتفزيع وترويع اللاجئين إذ ظلت نداءات الاستغاثة تطلق بأعلى الأصوات دون مجيب.
إن اعتداءت هؤلاء المتمردين لم ولن تتوقف ففي اليوم التالي تمت عملية اعتداء على مأوى الشباب ونهب هواتفهم، وتمت إصابات أحدهم إصابة بالغة ونجمت حادثة وفاة لأحدهم نتيجة الاعتداء لترتفع حصيلة الضحايا إلى ثلاثة قتلى، لأن قبل هذه الحادثة قد تدحرجت الأمور والإعتداءات إلى أن نجم عنها وفاة إمرأة سودانية اسمها ميمونة وزوجها عمران والتي لها خمسة أطفال من بينهم رضيع.
كل هذا يأتي مع إصرار مسؤولي RRS المشرفين على معسكرات اللجوء من الحكومة والأمن الاثيوبي على تحويل اللاجئين إلى معسكر غير مؤهل بلا إيواء ولا منافع ومعلوم أن فصل الخريف تتواصل فيه الأمطار بالهضبة الاثيوبية ليلا ونهارا، ما يجعل الحياة قاسية في ظل خيام مهترئة وممزقة لم يتم تجديدها منذ العام الماضي.
تبعا لغياب المنظمات الأممية والجمعيات والكيانات الإغاثية غابت كل المستلزمات الطبية الأولية وشحت كل معينات الحياة، واستشرى الخوف والرعب وسط النساء والأطفال، تبعه عدم مقدرة الجهات التي ترغب في المساعدة من الوصول إلى المعسكر لانعدام الأمن، وهو ما جعل حياة اللاجئين في المعسر عبارة عن جحيم لا يطاق لا أمن من خوف ولا إطعام من جوع ولا شفاء من سقم.
هذا الغياب للمنظمات الدولية تحاول سد ثغرته بعض المنظمات الاثيوبية، التي كانت تتعاون مع المنظمات الأممية HIS وMTI إذ غابت برامج ووكالات مهمة حتى تلك المعنية بتوفير مياه الشرب، فلمدة تسعة أيام لم يتم إيصال مياه صالحة للشرب للمعسكر.
● ختاما: أكتب وتردني رسائل مفزعة من المعسكر وتتزايد المخاطر بدخول الليل فتبدأ موجة القلق والرعب والخوف خاصة بعد اغتيال البوليس الفدرالي وتركه لمقره، والجيش متحفز للصدام العنيف مع التمرد والجماعات المتفلتة على رأسها (فانو) التي أعلنت استنفارها وإعلانها لحرب شاملة ضد الجيش الاثيوبي وهو ما سينعكس على التدخل الحكومي في منطقة المعسكرات، وبهذا أستطيع القول أن المتغيرات الداخلية تتحكم في تحرك الجهات المعنية إقليميا ودوليا والواجب هو التدخل العاجل لحماية هؤلاء الأبرياء، وأخص بالنداء قيادات القوى السياسية السودانية المدنية الذين لهم تواصل مع الحكومة الاثيوبية والأمم المتحدة بضرورة التدخل العاجل والفوري وأهمس في آذان المؤسسات الداعمة والجماعات الخيرية بالتواصل مع منسقي معسكر أولالا والقيام بما يمكن القيام به فالأوضاع فيه مفزعة ولا تقل فظاعة عن أوضاع دور الإيواء في الداخل ومعسكرات النزوح واللجوء في الخارج.
المصدر: https://orwaalsadig.blogspot.com/2024/07/blog-post_66.html